عيناي تراقب المرسى



أغوص في الظلام كلما حل المساء ... تحملني روحي إلى ذلك المرسى ... أظل في ترقب وانتظار علها تطل ... أو تهل ... ومن هناك يأتي ضوء يسبق مصدره ... كأنما يستكشف ما بداخل الظلال ... تتوهج الروح ... تضطرب ... يلسعها برد المياه ... ونبض القلب ما بين زيادة ونقصان ... كل ذلك والنفس تأمل أن تكون هي ... أن تكون هي السفينة ولكن ... ولكنها لم تكن ... نعم لم تكن ... لم تكن هي ...
وأعود حيران  ...
يدغدغني ألم المساء  ...
وألمس من جفوني نزيفاً  ...
من خدودي مجرى ماء  ...
كأنني ما عدت أنساناً  ...
ولا عشت يوماً في هناء ...
نعم عدت كأنني لم أتي ... نعم عدت وكل حين أنظر ناحية المرسى عساها أن تلوح ... ها هي ... يا للأسف يخدعني بصري ... أو ربما قد حن على صاحبه  ... عله يخفف عنه بعض الشي ... ويبرد بعضاً من حريق الشوق  ... أظنها هجرت المرسى ... فردت أشرعتها الحزانى وغادرت للأبد ... أطلقت لنفسها العنان ... كسرت دفتها ... تخلصت من مرساها حتى لا يراودها خاطر المرسى ... نعم غادرت المراسي ... وأضحت من السفن المهاجرة ... وللأبد ... ولكن يطالعني أمل باللقاء المستحيل ...
يراودني طيفها ...
وتطالعني بقوامها الممشوق ...
وأمد يدي علني ...
أمسك شراعها المطلوق ...
وأصحو من غفوتي ...
وألاقى أنني ...
قد ازددت شوق ... لذلك اللقاء

هناك تعليقان (2):

فاطمة يقول...

انت تتمتع باحساس مرهف وخيال واسع
كلماتك جميلة تعبر عن تأملات عظيمة
واسلوبك في التدوين رقيق ومرهف جداً

استمتعت كثيراً وذهبت الى عالم آخر وعشت اجواء (رهييبة) اثناء تنقلي بين تدويناتك الراائعة .
هذة المرة الاولى التي ازور المدونة واعدك لن تكون الاخيرة .


تحياتي.

ROMA يقول...

شكراً ع كلماتك الرقيقة
يسعدني ويشرفني مرورك ع مدونتي
كم يسعدني تقبل الاراء والنقد والتوجيه

لك مني ارق التحايا