الوقت ليل ... والكون نائم فلا تسمع صوت ولاترى حركة ... ولا حس سوى الركود والإغفاء والسكون الشامل ... والظلام الصافي ... والهدوء الناعس ... وقد تحس من حين إلى حين حركة ضئيلة أو تسمع صوتاً خافتاً ... فيزداد إحساسك بذلك الصمت ويشتد تقديرك لذلك السكون ... ويأخذاك ذلك السحر ويستولى على نفسك ذاك الهدوء ... ويغمرك ذلك الصفاء ... فتسرح في عالم الأحلام والذكريات ... فتدلف إلى عوالم الفكر والعواطف المشجيات ... وقد خيل أليك أن الحياة قد وقفت فجأة ... وان الوجود قد خلد إلى نوم هادئ ... عجباً لليل !!! ليس بعده جمال ولا دلال ... ولا سحراً وروعة ... وما تستجيش الخواطر ولا يصفو الذهن ولا يتألق الفكر ولا تكثر الذكريات وتغمر النفس فيضاً وحنيناً مثل ما تفيض النفس في حضرة الليل ... ويحن القلب ... ويحلو في كل ذلك الشجو والحنين فأنا في الليل ... أذكر شوقي إلى الماضي ... واذكر شعور حنيني إلى المجهول ... فأقول يا للعجب !!! اترانى أود أن أعيش الماضي ... والحاضر .... والمستقبل في ساعة واحدة ؟؟؟ يا لنهم الحياة ... وطبع الإنسان ... وعطش العواطف فأسأل نفسي ماذا تعنى كل هذه الأشياء ؟؟؟ وليس من مجيب !!! سوى أننا في هذه الحياة ... وسنظل فيها إلى ابد الآبدين حتى يرث الله الأرض ومن عليها...لا نعرف عنها شيئاً ... ويسكن عنده الخاطر ... وإذ أنا في هذه الخواطر الليلية أشعر برعشة في جسدي ... وأحس بدمعة في عيني ... فما أدرى هل هذه الدمعة شعور بحب الحياة ؟؟؟؟ أم هي بكاء عليها ؟؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق