بعد الغياب ...


تفصل بيننا مسافات البعد ... وينادي الشوق بكلمات الحب ... وتتمتم أنفاسي بعبارات الصدق ... تقربنا لــغــة الــمـــشـــاعــــر ... ويحلق بي إشتياقي في أرضك ويجوب سماء أحلامي وأحلامك ... ترفرف حولنا طيور الأمل ملبية نداء الروح ... لتتحدث بصمت عن أول عشق وآخر حب ... حـــــــــــبــــــــيـــبـــــــــــــــتي ... حينما لمحت طيفك قادماً ... تراقص قلبي على أنغام حبك ... ارتجفت يدي ... ضاع الكلام بشفاهي ... أتيتي ولكن أسمعتني كلمات حطمتني وآلمت قلبي !!! ظننتك قادمة لتنيري ليالي البعد !!! غير أنك كنت تحملين حــتــفــي ... وبدل الــورد أتيتي بنــعــشــي !!! أنه الـــــــــفـــــــــــــــــــراق !!! جئتي لتدعوني إليه وأردتي الرحيل وكأن شيئاً لم يكن ... ألم يسألك الاشتياق عني ؟؟ لو رأتني الصخور لتألمت وآنت ... حتى الجبال ترثي لحالي ... ويختبئ القمر خجلاً من دموعي التي تسأله عنك ؟؟ لحظة لحظة لحظة............ قبل أن أنسى لقد حملت جرحي وغادرت المكان ونسيت الحديث ولكن بلا وعي !!! أتعلمين بأني أرتمي ألماً ودمعاً .. وأحتضن كل الأمكنة التي جمعتنا لأسالها : لــــــــــمـــــــــــاذا ؟؟؟


الحب وصعوبته !!


الحب : فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمـل وأرقـى ... وهو ليس عاطفــة ووجدان فقط إنما هو طاقة وإنتــاج..... وهو أعظم مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لا تشبهها لغة أخرى .... انه.......انه..... مثل أي لعبة يمارسها اثنـان … في نهايتهما ... أحدهما يربح … والآخر يخسر ... بل هو فضيلة … به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي … ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري ...... انه تجربة إنسانية معقدة … وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده … فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد بل هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفظيع وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء انه كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته ولكن حين تلقي بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه ، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك فهو يبدأ بالسماع والنظر ... فيتولد عنه الاستحسان ... ثم يقوى فيصير مودة ثم تقوى المودة فتصيـر محبـة ... ثم تقوى المحبة فتوجـب الهوى ... فإذا قوي الهوى صار عشقاً ثم يزداد فيصير هياماً ... ثم يزداد الهيام فيصير ولهآ وهو قمة ما يبلغه المحب .......... فالحب ليس ورقة شجر ساقطة ولا دمعة عابرة ولا أحلام ضايعة. ....و ليس صورة ملونه ولا رسالة مزخرفه ........بل ليس حروفاً مذهبه ولا سطوراً معلقه... ولا نغمة راقصة ....الحب : يا ابيض يا اسود ..ليس هناك وسطيه ولا جدل يختلف عليه اثنان .. هو ليس قسوة تغلف بمرارة ولا فضاء ضيق ولا سراب مستحيل تحقيقه ........ يجب أن يكـون وديعـة مهذبـة للغايـة وان نأخـذه بجديـه إذا أردنا أن يعشقنـا من نريـد أن نعشقــه  ........الحب : إبتسامه في حقل النفس.... و تضحية النفس الساميه .. وأثرة للنفس الخسيسة ... إن المحب ينسى نفسه في خدمة الحبيب... الحب الحقيقي يرى النفس قبل الحسد.. لايخلد الحب إلا إذا اتفق القلب والعقل على نبض الحب في أعماق النفس ... ربما كان من الأفضل لك أن تحب بروية وعقل .. ولكن الممتع حقاً هو أن تحب بجنون ... إن الحب ليس له عقل .. وهو قادر على أن يسحق أكبر العقول ... الحب يحيا دائماً على حافة الموت ... و يولد من لا شيء .. ويموت بأي شيء.. أخيراً الحب أسطـورة تعجـز البشريـة عـن إدراكهــا إلا لمن صــدق في نطقهــا ومعناهـــا آه من الحب فهو يقرأ ... والحب يسمــع ... والحب يخاطبنــا ونخاطبــه ... ويسعدنــا ونسعــده وهو عطـراً وهمساً نشعـر بسعادتـه إذا صدقنـاه في أقوالنـا وأفعالنــا بالحب تصبح الحياة جميلة لكي نحقق أهدافــاً قـد رسمناها........ ولكن ما يقلق العاشقين فقط هو: احتمال أن تكون الأقدار  تخبي لهم فراقا لم يكن في حسبان أي منهم .................فحذروا أيها الهائمون......... من غدر الحياة......ومن ظلم الإنسان.............. ومن سلطة المال............ومن تغطرس الجهلاء............
هذا هو الحب وما أصعبة حينما يكون بهذه الصورة ... ولكنك تجد أن من تحبه لا يبادل نفس الحب ولا يحبك !!!!!!!!!!!!!



افــتــقــدك ؟


ماذا ... اسميها سوى صرخة محب
 الورقة اختارت مكانها والقلم بدأ رحلته رافضاَ الانقياد ...
 فهذه الورقة ملكاَ لك .. فأبحري بها حيث تشاء ...

في غيابك عني افتقدتك وعند مجيئك أيقنت أن الدنيا لا تكتمل بدونك .. ولكن ماذا سوف يحدث بعد رحيلك .. شئ من الم الفراق وعذاب الوحدة ومرارة الانتظار ... في غيابك سترفض الدنيا صحبتي .... فمن أين ليّ بدنيا أعيشها بعد ذهابك ...
في غيابك ستمارس عليّ عملية إقناع باني ذاك الرجل القوي وسأجيبك بدموعي باني لست سوى رجلاً  ضعيف ينتظر قدومك ...
في غيابك ستشرق الشمس على الجميع ما عدا أنا ... وستغرد الطيور وينصت الجميع سوى أنا ... وتمطر السماء ويسعد الجميع وتمطر عينيّ عليك ولا يراهما سوى أنا ...
 في غيابك ستُنظم القصائد وتُكتب المقالات وأنا انتظر تلك القصيدة التي أجد بين أبياتها حنيني إليك وغيرة عليك ومحبتي لك ... وابحث عن المقالة التي تناجي افتقادي لك ...
في غيابك ستحزم الفرحة حقائبها راحلةَ معك ... وتأخذ السعادة تأشيرة خروج حتى عودتك ... وسيمسك الأمان بيدك التي لم تحمل بها حقيبتك وتمضيان بعيداَ عنيّ ...
في غيابك سيبدأ التساؤل يأخذ مكانه على ملامحي ... والانتظار يحتل الروح ... ويمارس السهر عليّ سلطته ... واضع قيود الحنين في يديّ وانزوي عن الدنيا ...
في غيابك ستحارب النفس الروح وتنقض أعضائي على بعضها وانسحب من لوني وافقد لون عينيّ ويبقى قلبي فقط ينبض حباَ لك ...
 في غيابك سأتابع أحوال الطقس حيث أنت ... واكره الزلازل والكوارث ... وامقت المجاعات ... وأخاف على العالم بأسره من أجلك أنت ...
في غيابك أضع لنفسي الاحتمالات ... لن يعود ... فتنهرني مشاعري ...لا سيعود ... وأبقى على هذا الموال اليومي حتى يعلن الفجر خيوطه البيضاء ...
 في غيابك سأكون طفلاً يحلم بأسرة هي أنت ... وفتى يحلم حلماً وردي لن تكتمل أحداثه إلا بك أنت ... وسيد انطفئ عنفوانه ولن يضيء إلا لك أنت ...
  في غيابك أجد الأصوات صوتك .. وارى العيون كُلها عيونك ... أتقصى أشباهك ... وابحث عن رائحةَ عطر شممتها في ثيابي بعد لقاءك ...
افتقدك فقط افتقدك وافتقادك فاق قدرتي الضعيفة على افتقادك ... فلا تحاولي أقناعي باني استطيع أن أحب شئَ سواك ... ولكني كليّ تأكيد انك بعد قراءة كلماتي ...أصابك شئ يسمى الإقناع باني افتقدك واحبك وأغار عليك وأمارس طعم الحياة من خلال عينيك وأعطي الأشياء حقها في وجودك ... واجد القمر والنجوم معاَ نهاراَ وانت معي ... واتلذذ بالحروف جميعا عند سماعك تقولين لي ... احبك ......

حين التقينا ...


حبيبتي ... حين تواعدنا على اللقاء ... لا تسأليني ماذا فعلت ؟ و كيف كنت أحصي الدقائق والساعات قبل أن نلتقي ؟ و كيف أضربت عن الطعام والشراب دون أن ادري ؟ لأن الخيال لا يحب له شريكاً ... و لا منافساً ... فظل طيفك هو زادي وزوادي ... ومتعة اللقاء بك هي مهجتي ومرادي ... وحين التقينا ... تمنيت لو أن عقارب الساعة توقفت عند تلك اللحظة ... أنتي وأنا صرنا الشخصين الوحيدين في العالم نجري و نضحك و نلهو و نلعب و نحب ونغني ... افترقنا ... أحسست كم أكره الظلام ... وكم أمقت الوحدة ... و كم أشتاق إليك ... يتغنى الناس بالأشعار ... و لكني لست بشاعر لأكتب لك أعظم قصيدة ... وأروع كلمات الإعجاب .. و أملأ صفحات وصفحات بشعر الحب وكلمات الوفاء ... يا حبيبتي ... يا مهجة الروح وبهجة القلب ... لا أقول لك سوى أني أحببتك بصدق ......



ذات مساء !!!!


ذات مساء شاحب                ... لا يسمع سوى صوت الأزيز ... وبينما هو يقلب في أوراق الذاكرة التي انهكتها أحلامها ... إذ بهاتفه يرن وتظهر على شاشته ... صفحة بيضاء يتصل بك ... بكل لهفة وشوق استقبل الاتصال ... فإذا بصوت خافت مبحوح يقول ... اشتقت لك وافتقدك كثيراً.. كلمتين لا يعيها ويعرفها إلا من عاش تفاصيلها وواقعها ... ساد الصمت للحظات ... نطق وتفوه ... تلعثم وتمالك ... ولكن خانته شجاعته ... بادرته واستدركت الموقف بقولها ... عندما تغيب ... يغيب كل شي جميل ... لا استطيع أن أتنفس إلا بك ... اختنق في غيابك وأتالم ... ادلف عالم الشرود ... اهتزت أركانه ... اختنق صوته ... ونطق بأن هذا هو الإحساس عندما افتقد وجودك ... اصبحتي حلمي ... أملي ...  غايتي ... مرادي ... قاطعته قائلة : ولكني سأغيب لأختلي بنفسي ... فكل إنسان لنفسه محاسب ... لا اعلم هل سأعود لك أم لا ... فما تدري نفساً بأي أرضاً تموت ... وهل بقي في العمر بقية لنلتقي ... أم !! مـــاذا ... عندها سكت ... اعتقد بأنه بكى من آلم الحديث .....



ربـــــاه



لااستطيع أن اسمح لك بتركي ... ولا أنا استطيع ذلك ... أنانياً أنا " اليس كذلك " ؟ تعلمين بانكِ حبيبتي ... وأنا كذلك حبيبك ... كلانا نحلم بالنصيب الذي لم نرى له بوادر نور ... يؤلمني هذا التفكير ويمزق أوردتي ... احلم دائماً بأن أكون طوق نجاة وبر آمان لحياة ارسم تفاصيلها على ورقً هش ... وتأبا الحياة مصافحتي ... وتبتعد هاربة لمن يكون اكثر واقعية ... لماذا هذا ؟؟؟ ... ليتك تعلمي ما فعلت بي قسوتك ... رباه يا منقذي ...