DELETE



لكل شخص ذاكرة يحملها معه طيلة فترة حياته ... هذه الذاكرة بمثابة جهاز تخزين وتدوين لكل ما مضاء ... سواء أكان فرحً او حزن أو ما إلى ذلك من صور الحياة ... ويأتي يوم وتقوم بمراجعة تلك الذاكرة لتكتشف ما يسرك ويبكيك ... اشخاص التقيتهم وفارقتهم ... قابلوك وغادروا عالمك ... شخصيات مرو على حياتك وتركوا لك بصمات تدمي القلب سواء كانت حسنة او سيئة ... الجميل في الأمر أنه مع كل تلك  المشاعر التي تاخذك وتطوف بك اركان تلك الازمنة والاوقات ... انه بمقدورك ان تمحو وتنظف تلك الشوائب كيفما تشاء وتبقي على من تشاء ... فشأت الاقدار والعبثية ان اقوم بتلك المهمة واسترجع شريط تلك الذاكرة ... تألمت كثيراً عندما وجدت بين طيات هذه الذاكرة شخصية ( كانت ... ومازالت ... وستظل ) عالقة فيها ... شخصية قدمت خلال تلك الحقبة التي اضاءت الذاكرة اسماء وانبل واصدق الصور ... توقفت كثيراً امام تلك الشخصية ... ونظرت إلى ذاك الكم الهائل من الشخصيات المتواجدة ... فاصبحت في حيرة من الأمر ...
اغمضت عيناي ... ومددت اصبعي ... ونقرت DELETE لامحو جميع المتواجدون وابقيه هو ...
فعذراً لمن ازلتهم من ذاكرتي فمن بعده لا تستحقون البقاء ... فمن الظلم لي ولكم أن ابقيكم واكون معكم جسداً بلا روح ... فالروح غادرت بمغادرته ... وبقي الجسد هذا ما املكه لكم ....

ليست هناك تعليقات: