امضى العمر ....


حينما اضع راسي على وسادتي ... تبدأ بمهاجمتي من كل حدباً وصوب ... افكار لم ينزل الله بها من سلطان ... تحوم فوق رأسي مصدرة ضجيج يصم الأذان ... تبدأ بطرح عدة اسئلة ... يخيل لي بأنه امتحان قياس ( اعان الله اخواننا وأخواتنا عليه ) ... هذه الأسئلة كم اكرهها حينما تباغتني فترة استعدادي للنوم ... لأبدأ مرحلة جديد من التوتر الفكري  ... احد وأهم تلك الأسئلة الشائعة التي تأتيني كل مساء ... كم عمرك يا شيخ ... ما تشوف ان الوقت مشى ... متى انشاء الله بنفرح بك ... ماودك بزينة الحياة الدنيا ... ما شبعت عزوبية ... ماودك وودك وودك ...... آلخ .. عندها أبدأ بتدوين تلك الأسئلة للإجابة عليها صبيحة اليوم التالي ... علني اكون أكثر تركيز ... واكثر اقناع لنفسي .... وعندما استيقظ ع صوت المنبه ... يكون كل شئ قد ذهب ...

لم اعد استطيع ان اتعايش كما كنت مع وسادتي ... بت اكرهها ... لأنها احد الاسباب التي تأتيني بما لا اريد .... اصبحت افضل النوم خارج حدود غرفتي ... بأي مكان ... حتى اهرب من تلك الأسئلة .... وما يزيد الطين بلة ... عندما تحاصرك تلك الاسئلة من قبل افراد عائلتي - رعاها الله - ...

اعلم جيداً بأن هذا الموضوع لا مهرب منه ... واعلم بأنه اكمال لنصف الدين ... واعلم علم اليقين ... بأنه نقلة نوعية في عالم تكوين الآسرة ... ولكن لدي قناعة بأن لكل شي موعد .... اضف ع ذلك بأن القسمة والنصيب هي بأمر الله ...

لذلك يا غزاة الفكر بما لا اريد ... اريحوا انفسكم ... واقضبوا ارضكم ... فانا لست على استعداد لخوض تلك الحياة بالوقت الراهن ...

قال تعالى (( وكل شئ قدرناه تقديرا ))

ليست هناك تعليقات: